Profile Image

حيدر كاصد

مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على الأسرة

بقلم: حيدر كاصد العبودي تعتبر الأسرة قديمًا وحديثًا نواة المجتمع التي ينبثق عنها، فإن صلاح المجتمع من صلاح الأسرة، فلذا يجب أن تحظى الأسرة بقدسي، لأن العلاقة الزوجية مقدسة وعليه يجب أن لا يشوبها أي خلاف. نعيش اليوم في ظل التقدم التكنولوجي في هذا العالم حيث شبكة الإنترنت التي أصبحت بمتناول أصغر فرد في الأسرة. هذه الشبكة تعتبر سلاحًا ذا حدين، وتكون نتائجها حسب استخدام الفرد لها، ومما يشغل العالم اليوم في هذه الشبكة هي مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعتبر عالمًا مثاليًا يفتقر للمصداقية في الكثير من الأحيان، هذه المواقع لها إيجابيات وسلبيات، أما إيجابياتها فسنتناول البعض منها: ١- التعرف على حضارات العالم من خلال ما ينشر، وتبادل الخبرات والثقافات حول العالم. ٢- إتاحة الفرصة للكتاب والباحثين والمؤلفين والتجار والكثير من الأفراد للتواصل ومتابعة بعضهم البعض. ٣- تساهم في البقاء على تواصل الأهل والأصدقاء وإزالة الحدود والى غير ذلك. أمّا المؤثرات السلبية فنذكر منها: ١- الإهمال: قد يحصل الإهمال من الزوج أو من الزوجة إذا أدمن أحدهما على هذه المواقع بسبب سد الفراغ أو أن يجد في هذه المواقع ما لم يجده في الأسرة أو البيت فيضطر إلى متابعة هذا العالم الخطير وبالتالي يؤدي به إلى إهمال الأسرة . ٢- الأفكار والعادات والتقاليد المستوردة: احيانًا يجد كل من الرجل أو المرأة في هذه المواقع ما يناسبه بغض النظر عن كونه مناسبًا أو غير مناسب، فتراه يطلب من رفيقه ما يراه ويسمع به فتجده أحيانًا يأنس بالكلمات المعسولة والبراقة التي يقرأها أو تأتيه من هذه المواقع فلا يجدها عند المقابل مما يؤدي إلى الابتعاد والنفور تدريجيًا مسببًا شرخًا كبيرًا في بناء الأسرة. ٣- عدم متابعة الأولاد وخصوصًا المراهقين والشباب، حيث وجدنا الكثير من الحالات التي حدثت منها الهروب والانتحار، الكثير من هذه الحالات التي لا تحصى سببها الإهمال من قبل الأب أو الأم. هذا وقد أكدت دراسات أجراها الدكتور "روسل كلايتون" من جامعة "ميسوري"، وأساتذة بجامعة بوسطن الأمريكية، وشملت مستخدمي "فيس بوك" الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و82 سنة، وكان السؤال: كم من الوقت يقضون على الفيس بوك وكم مرة حدثت مشكلة مع شركائهم العاطفيين بسبب هذا الموقع؟ فأظهرت نتائج الدراسات أن استخدام فيس بوك، كان مؤشرًا كبيرًا على ارتفاع معدل الطلاق بين الزوجين وتزايد معدل المشاكل بينهما. أمّا الحلول الموضوعة لمثل هذه المشاكل فإنها تكمن بالرجوع إلى عاداتنا وتقاليدنا وأسرنا وما تربينا عليه، فإنّ الكثير من الثقافات لا تتلاءم مع مجتمعاتنا، كذلك على الزوج والزوجة أن ينظروا إلى أبنائهم ويذللون الصعاب من أجل تخطّي المشاكل وإتاحة الفرصة لكل منهما للنهوض من جديد وترك العلاقات المشبوهة وإعادة الثقة فيما بينهم.

اخرى
منذ 4 سنوات
1621

لقب لا ينبغي لغيرك

بقلم: حيدر كاصد العبودي تميز الإمام علي (عليه السلام) في حياة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدة ألقاب وكان من بين هذه الألقاب التي تميز بها عن سائر الأئمة (عليهم السلام) هو لقب أمير المؤمنين، حيث تذكر الروايات الشريفة أنه لا يجوز أن يلقب بهذا اللقب غير الإمام علي عليه السلام وقد ذكر الشيخ المفيد أنَّ هذا اللقب أُطلق على الإمام علي (عليه السلام) في يوم غدير خم عندما نصبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) خليفة ومولى للمسلمين من بعده، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعض الصحابة ومن ضمنهم: أبو بكر، وعمر، وطلحة، والزبير، أن يسلموا عليه (عليه السلام) بلقب أمير المؤمنين، ومن ثم توافد الناس عليه مجاميع -وهو مستقر في خيمته- فيسلمون عليه كما أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله). (١) ولا شك أن قضية يوم الغدير من القضايا المتواترة عند المسلمين، أمّا ما جاء من أحاديث عن طريق العامة فتذكر منها، ما جاء عن القاسم بن جندب عن أنس قوله: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا أنس اسكب لي وضوءً) ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: (يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين) قال أنس: قلت اللهم اجعله رجلًا من الأنصار وكتمته. إذ جاء علي فقال: (من هذا يا أنس؟) فقلت: علي، فقام مستبشراً فاعتنقه...(٢) أمّا هذا الحديث فهو واضح الدلالة على أنّ أول من لقب بهذا اللقب علي (عليه السلام)، وجاء في حديث آخر، قول علي بن أبي طالب في تعداده لخصاله وذلك أثناء خطبته التي خطبها يوم الشورى: "نَشَدتُكُم الله، أفيكم أحدٌ، قال له رسول الله: أنت أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وقائد الغرّ المحجلين غيري؟ قالوا: اللهم لا". (٣) وفي هذا الحديث إقرار واضح من المسلمين على أنه (عليه السلام) أميرهم ووليهم. بينما ذهب مؤرخو أهل السنة ومن جملتهم اليعقوبي وابن خلدون، أنَّ أول من أُطلق عليه لقب أمير المؤمنين هو عمر بن الخطاب، وأنَّ أول من أطلق عليه هذا الوصف هو عبد الله بن جحش، وعمرو بن العاص، ومغيرة بن شعبة، وأبو موسى الأشعري، (٤) وذهب الطبري في تاريخه أنَّ عمر بن الخطاب كان له الدور في أطلاق هذا اللقب على نفسه. (٥) ويبدو من هذا أنها محاولة لانتزاع اللقب من علي (عليه السلام)، فقد سلبوه لقبه كما سلبوه حقه، وهذا ليس بجديد على هؤلاء القوم. أمّا الأحاديث الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) فكثيرة ومن هذه الأحاديث بلغت حد التواتر منها: (يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المتقين) (٦). وأيضا روي: أنه دخل رجل على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين! فقام على قدميه، فقال: مه، هذا اسم لا يصلح إلّا لأمير المؤمنين (عليه السلام) سماه الله به. ولم يسمَّ به أحد غيره، فرضي به، إلّا كان منكوحًا، وإن لم يكن ابتلي به. وهو قول الله في كتابه: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَ شَيْطَاناً مَرِيداً} قال: قلت: فماذا يدعى به قائمكم؟! قال: السلام عليك يا بقية الله، السلام عليك يا بن رسول الله. (٧) مما تقدم يتضح لنا أنّ القضية سياسية أكثر مما هي مجرد لقب، فهم أرادوا أن يبعدوا أهل البيت (عليهم السلام) من كل ما يربطهم بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). ___________________ ١- المفيد، الارشاد، ج 1، ص 48 و176. ٢- الأصفهاني،أحمد بن عبد الله،حلية الأولياء وطبقات الأصفياء،ج1،ص63 ٣- الطبري،محمد بن جرير،المسترشد،ص346 ٤- اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 147 ــ 150؛ ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ج 1، ص 435 ــ 436. ٥- الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 208. ٦- الامالي للشيخ الصدوق ص450). ومن ذلك ما رواه الكراجكي في (كنز الفوائد/ 185) ٧- الخصال للشيخ الصدوق ص٥٨٠ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج٣ ص١٨٤ وبحار الأنوار ج٣١ ص٤٤٥ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ ج٢ ص١٨٢ وج٨ ص٢٤٦

اخرى
منذ 4 سنوات
1984