Profile Image

ريحانة المهدي

كن مع الله يكن معك

ماذا تعني هذه الكلمة؟ بمسح ميداني سريع، قد نلاحظ انفكاكاً في السلوك، وازدواجية في السلوك، لاحظوا مع: هناك من رفع شعار: الغاية تبرر الوسيلة! كيف؟ كان يغش في أيام الامتحان ولم يبالِ بأن الغش حرام وتصرف سيء، ورغم هذا كان ناجحاً في الاختبار! كان يستغل الناس في بيع بضاعته الرديئة وغير الصالحة ويعرف أن هذا حرام، ولم يبالِ، ورغم ذلك اصبح في النهاية من الأغنياء! كان يؤذي الناس بكلامه الجارح وتصرفاته السيئة وغير الأخلاقية ولا يهتم بما يقول ويفعل، ورغم هذا لم يحصل له شيء سيء. كانت متعددة العلاقات مع الشباب وتتكلم مع كل من هبّ ودبّ، ولم تبالِ بسمعتها وسمعت عائلتها، وفي نهاية المطاف فقد خُطبت من قبل شاب آخر غير أولئك الشباب! كانت متبرجة سافرة، وتركت الحجاب وكل ما يتعلق بالدين والتدين، ولم تهتم بما يقال عنها، وفي نهاية قد تزوجت! كان همه الوحيد هو التقدم بأي طريقة كانت، وإن كانت غير شرعية، وبأي اسلوب! كان المهم عنده أنه يرتفع ويفعل ما يريد بأي طريقة، حتى وإن كانت طريقة خاطئة ولو على حساب الغير! وهناك من عاش الازدواجية بصورة أخرى، فهو يريد أن يكون ملتزماً بالقانون الشرعي والإنساني، ولكنه يعيش في بعض الأحيان سقوطاً غير مبرر! كيف؟ ترى البعض من هؤلاء الملتزمين يقول أقوالاً لا تلائم التزامه الديني. يتأثرون بما يفعل الطرف الأخر وهو (المنحرف وغير الملتزم) رغم التزامهم وسيرهم على الطريق الصحيح. في بعض الأحياء يغبطون هؤلاء المنحرفين ، فيقولون: لماذا رغم انحرافهم عن الطريق الصحيح فهم دوماً ناجحون ومتقدمون نحو الإمام رغم معاصيهم وانحرافهم؟ فهم مرتاحون سعداء في حياتهم لم تواجههم اي مشاكل أو مصاعب في حياتهم اليومية أو الأسرية، رغم ما كانوا عليه من تصرفات غير مسؤولة وغير لائقة؟ في خضمّ هذه الرؤى، يجب أن نلتفت إلى أن الله تعالى يستدرج أهل المعاصي ويفتح لهم ابواب الخير فينسون مقصدهم في هذه الحياة وما هو سبب وجودهم فيها، لقد اعطاهم الله فرصاً كثيرة في حياتهم، ووفّر لهم سبل الراحة والحياة الهانئة، فلم يستغلوها لصالح آخرتهم، ولكن هذا الحال لن يستمر إلى الأبد، لأن الله تعالى يمهل ولا يهمل، فقد يواجههم في الموت المفاجئ وسوء الخاتمة مثلما حدث مع الكثيرين الذين باعوا آخرتهم بدنياهم! قال تعالى (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ. فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الأنعام 44 – 45] أتاهم الموت بغتة! ندموا! وتحسروا على ما فعلوا في هذه الحياة الدنيا! ولم يك ينفعهم ذاك الندم! فقد حاسبهم الله، وكان كل شيء فعلوه في كتاب أُخْرِج لهم في يوم القيامة، (12 وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً . اقْرَأْ كِتابَكَ كَفىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) [الإسراء 13 – 14] (وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [الكهف 49] فيا أيّها الإنسان المؤمن، لا تتضايق إن وجدت في حياتك بعض التقلبات والمصاعب والمشاكل المستمرة، فهذا شيء اعتيادي، فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فهي دار اختبار وبلاء وفناء. إن حياة مثل رسم وتخطيط القلب، إذا كان على خط واحد فهذا يعني أنك ميت! فلا تكن الى ربك كنوداً، تعدُّ المصائب وتنسى نعم الله الكثيرة عليك. ابتعد عن معاصيه فربما يأتيك ملك الموت فجأة فيجدك عاصياً فتقابل الله وانت على معصيته! اشكر الله على كل نعمته انعم الله بها عليك، وكن من الشاكرين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. (وكن مع الله يكن الله معك وقريب منك) . ريحانة المهدي

اخرى
منذ 6 سنوات
6680

المودة والصفاء في الحياة الزوجية

مفاهيم في الأخلاق والعقيدة المودة والصفاء في الحياة الزوجية وقانون الاختيار في أفعال البشر قال تعالى : [من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد]، هذه تنفي عقيدة الجبر الفاسدة، وتصرح بأن الله تعالى لا يجبر الناس على ارتكاب الذنوب ولا أن الإنسان غير مختار في أفعاله، فهذه الآية تنفي تلك العقيدة الفاسدة وتثبت ان الانسان مختار في أفعاله وقادر على الفعل والترك، ببيان: إن هذه الآية المباركة وقعت في سياق الكلام حول محاربة الكفار والمشركين وتكذيبهم للنبي صلى الله عليه وآله وكفرهم بآيات الله، ليختم جل وعلا هذه الفقرة بقانون عام، وهو قانون الاختيار في أفعال البشر، وان الله قد بين لهم أحكامه عبر إرسال الأنبياء بالكتب السماوية، وبعد كونهم مختارين، فإن عملهم هو الذي سيحدد مصيرهم من سعادة وشقاء...(انا هديناه السبيل أما شاكرا واما كفورا.) فالإنسان كائن حر، بالإرادة مخير. فبالعقل يختار فعله دون إجبار فهو من يحدد فعل هذا الشيء او تركه وفي قوله تعالى : [ من عمل صالحا فلنفسه ]، بيان إلى أن الإنسان أولا هو الذي يعمل، فهو مختار، فإن كان عمله صالحا موافقا لما يحبه المولى وما يأمر به، فهو الذي سيستفيد من آثار ونتائج هذا العمل الصالح والحسن في الدنيا والآخرة، وبالتالي هو من سيرسم طريق سعادته من خلال عمله.... فهو اما يسلك طريق الرشد والتكامل او طريق الشرير والقبائح. الإنسان إذا لم يمتثل أمر الله فهو الذي سيتكبد آثار وتبعات عمله، وبالتالي سيخط بذلك مسيره إلى جهنم.....لأن الله يجازي العبد وفقا لما يستحق فيعاقب المسئ على اعماله وافعاله وفي قوله تعالى : [ وما ربك بظلام للعبيد ]، ، تصريح بأن المولى جل وعلا عادل يعطي كل ذي حق حقه، ولا يظلم أحدا، فلا يضيع عنده أجر المحسنين العاملين، ويعاقب العاصين والمسيئين، ويكون عمل كل إنسان هو الذي يحدد مصيره الأخروي من النعيم أو الجحيم فالله عادل لم يكلف الانسان فوق طاقته بل سهل عليه أموراً كثيرة، قال تعالى (لا يكلف الله نفسها الا وسعها) ما هي المودة؟ المودة هي المحبة والميل النفسي الذي يشكل قاعده للانسجام والتفاهم بين الزوجين في محل كلامنا. ينبغي أن تسود الحياة الزوجية علاقة المودة والصفاء فان الحياة الخالية من الحب لا معنى لها، والمودة من وجهة قرآنية هي الحب الخالص المتين الذي يكوّن بين الزوجين علاقه قويه ذات رباط قوي يضرب بجذوره في الاعماق، والأسرة التي تتوفر فيها المودة سوف يشملها الله بعطفه ورعايته قال تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة) إن الجو الاسري الذي يسوده التفاهم والمحبة والاهتمام يساعد الابناء على النجاح في حياتهم وفي دراستهم. إن الطفل يحتاج إلى النمو والتعلم في جو أُسري دافئ ومستقر، أما الرحمة فهي نوع من الرقة والتعاطف، فلم يكتف الله تبارك وتعالى بالمودة بل عطف عليها الرحمة، أي الرقة بين الزوجين والتعاطف في ما بينهما. والتعاطف يظهر بين الزوجين في الأعمال على شكل عطاء لا ينتظر مقابلاً فقد ورد في الحديث: ما من امراه تسقي زوجها شربة ماء خير لها من عبادة سنه صيام نهارها وقيام ليلها. ورغم كل ما أمر الله به من وجوب وجوب المودة والرحمة، نجد في زمانا هذا عكس ما يطلبه الله منا فنجد الكثير من العوائل في مجتمعاتنا تفتقر الى أجزاء العطف والمودة والرحمة حيث ينشغل الرجل بعالمه الخاص، وكذلك المرأة تنشغل بعالمها وصديقاتها، فيقضي الأولاد أكثر اوقاتهم امام التلفاز والكمبيوتر او مع أترابهم من خارج العائلة. يجب الانتباه الى خطر هذا الإهمال الاسري والانتباه الى باقي افراد الاسرة وهم الاولاد واشباعهم مودة وعطفاً حتى لا ينحرفوا وينزلقوا الى الهاوية إن أهل البيت عليهم السلام يبينون لنا مدى اهمية الجلسات العائلية الودية التي تملأ نفوس افراد العائلة بالمحبة والحنان والاحترام ويتيح لهم الفرصة بتبادل المشاعر والاحاسيس ليزداد التماسك الاسري. والحمد لله رب العالمين

اخرى
منذ 6 سنوات
2711

اجعله يوم طاعة وعبادة لا يوم عصيان...

عام بعد عام ونحن لا نعلم كيف يمضي العام... نحن على مشارف عام انقضت وتصرمت أيامه وعلى أعتاب عام جديد... فهل سألنا أنفسنا: كيف ذهب ومضى سريعاً؟! أ بطاعة وعبادة أم بمعصية وذنب؟! الناس فرحون بقدوم سنة جديدة... البعض يشتري ما يلزم للاحتفال من ملابس وهدايا... بتنا نفعل ما يفعله الغرب... تتبع طقوس غريبة... مناسبات لا صحة لها ولا وجود في دين الإسلام... لماذا هذا التخلف؟ ألا يجدر بنا أن نجلس مع أنفسنا ونفكر... أيام مرت كما الريح لم ننتبه لها... وهذا كله من أعمارنا... نتقدم ونقترب من الموت والآخرة... ولكن قلوبنا لاهية... نقضي الساعات بدون أي اهتمام لهذا الوقت الثمين... بعيدين كل البعد عن الله... لا نعلم ربما هذه آخر سنة سنعيشها... نحن ننتظر عاماً جديداً... ولكن هل انتظرنا خروج امامنا المهدي (عجل الله تعالى فرجه)؟! فلنجعل أول يوم من بداية السنة يوم توبة وتقرب وطاعة لله تعالى... عسى الله أن يمن علينا بقبول التوبة والغفران... ويمحو عنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر... ونكون من المرحومين لا من المحرومين... عن الإمام الكاظم (عليه السلام): اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله تعالى، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم من غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات ... ولا تقل: إنه يوم واحد، يوم فرح، فلنفعل ما نشاء، فما أدراك، لعل معصية فيه تكون كمعصية إبليس، الذي عبد الله سنين طوال ولكنه عصى الله ساعة وتكب... فأخرجه الله من رحمته الواسعة... فعن امير المؤمنين (عليه السلام): فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّه بِإِبْلِيسَ ، إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَه الطَّوِيلَ وجَهْدَه الْجَهِيدَ ، وكَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّه سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ ، لَا يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الآخِرَةِ ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّه بِمِثْلِ مَعْصِيَتِه ، كَلَّا مَا كَانَ اللَّه سُبْحَانَه لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً ، بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِه مِنْهَا مَلَكاً ، إِنَّ حُكْمَه فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وأَهْلِ الأَرْضِ لَوَاحِدٌ ، ومَا بَيْنَ اللَّه وبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِه هَوَادَةٌ ، فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَه عَلَى الْعَالَمِينَ... ريحانة المهدي

اخرى
منذ 5 سنوات
1853

نأسف... نفذ رصيدك من الحياة...

قصة من وحي الخيال وواقع الحال... سأل رجل ربه بأن يمكّنه من بيع عمره كيفما شاء استُجيبت دعوته وعندما علم الناس أن بإمكانهم شراء جزء من العمر ليتنعموا به، هرعوا إليه مسرعين... وضع هذا الرجل تسعيرة وهي عبارة عن دينار من الذهب لكل يوم أغلب الناس اُعجبوا بهذه التسعيرة... وقالوا: ندفع ديناراً من الذهب فنضمن حياة يوم جديد! تهافتت الناس عليه... وهذا الرجل لم يصدق ! المال يتدفّق عليه بغزارة... من شدة شغفه بالمال نسي أن يبقي بعضاً من عمره... الدنانير اصبحت بين يديه بالآلاف... وهذه تجارة يوم واحد! عاد إلى بيته... ولكن... جاءه ملك الموت وقال له : لم يبق في رصيدك أيام إضافية... لقد بعتها كلها! ولم يبق من عمرك إلا ساعات قليلة . صُعق هذا الرجل مما سمع وقال : هذه أموالي قد جمعتها.. أريد أن أتنعّم بها... فخرج مسرعاً يطلب من أحدهم أن يبيعه يوماً واحداً بمائة دينار! لكن لم يستجب له أحد! جعل القيمة ألفاً..., ولا أُذن صاغية... نصف ما جمع ... دون جدوى ... عاد أدراجه خائباً... قد خسر عمره وباعه بأبخس الأثمان فقد باع أغلى ما لديه بما لا قيمة فيه... والساعات الباقية لا تسعفه للتمتع بها . فلا تبع أيامك بما يفنى... وعليك بما يبقى أثره... فالحياة لا تعدو كونها يوماً واحداً.. فانظر كيف تنفق ساعاته... ريحانة المهدي.

اخرى
منذ 5 سنوات
961

الأمل روح الحياة

بقلم: ريحانة المهدي الأمل روحٌ ثانية إن فقدتها لا تحرم غيرك منها... زهراءُ طفلةٌ يجتمعُ الجمال والبراءة في شخصيتها، في أحد الأيام مرضت وبقيت ممدّدة على فراشها تعاني من مرض خطير ، سألت أختها الكبرى وهي تراقب شجرة بالقرب من نافذتها: -كم ورقة باقية على الشجرة؟ فأجابت الأخت بعين ملؤها الدمع: لماذا تسألين يا حبيبتي؟! أجابت الطفلة المريضة: لأنّي أعلم أنّ أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة فقط! كانت تظن بأنّ حياتها ستنتهي بانتهاء أوراق هذه الشجرة فردت الأخت وهي تبتسم: إذن حتى ذلك الحين سنستمتع بحياتنا ونعيش أيامًا جميلة. كانت أختها تحاول زرع روح الأمل في قلب زهراء؛ لتحيا أيامها الباقية بسعادة مرت الايام... وتساقطت الأوراق تباعًا... وبقيت ورقة واحدة معلقةً على الشجرة الموجودة قرب نافذة غرفتها، ظلت الطفلة المريضة تراقبها ظنًّا منها أنّه في اليوم الذي ستسقط فيه هذه الورقة سينهي المرض حياتها. انقضى الخريف، وبعده الشتاء، ومرت السنة... ولم تسقط الورقة والفتاة سعيدة مع أختها، وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد، وأصبحت تشعر بجمال الحياة مع أختها، فقد كانت تقضي أوقاتها باللعب والمرح مع أختها حتى شفيت تمامًا... فكان أول ما فعلته أنّها ذهبت؛ لترى معجزة الورقة التي لم تسقط، فوجدتها ورقة بلاستيكية ثبتتها أختها على الشجرة؛ لتبقى زهراء تشعر بالأمل بعدم انقضاء أيامها! بالأمل نحيا في الحياة، فلولا الأمل لما تقدّم الإنسان خطوةً مع ما يحمل من طموح وبعض الأمنيات...

اخرى
منذ 5 سنوات
1849

السلاسل الحزينة

بقلم: ريحانة المهدي بكاء وأنين... صراخ وعويل أجساد مطروحة... رؤوس مقطوعة قلوب مفجوعة... عيون باكية... أجسام منهكة... جائعة... أتعبها العطش... نساء مخدرات تلوذ إحداهن بالأخرى من شدة الحياء.... إمامٌ... بقي النور يسطع من وجنتيه... بجسم نحيل وعيون دامعة...قد أخذ المرض والألم منه مأخذه... فبالكاد يستطيع الوقوف... سيدة جليلة ذات وقار وخمار... لم تتخل عن حجابها حتى وهي وسط تلك النار .... نار الحرب الدامية، نار عاشوراء التي كانت تشبه النار التي أشعلوها في دار أمها… قطعوا قلبها بقتل إخوتها وأولادها وأبناء عمومتها وعشيرتها… أحرقوا خيامها… ضربوها بالسياط… ولكنها... كانت كالجبل الشامخ، رغم حالها وما جرى عليها... تجمع الأطفال من بين الخيام والنار... تلوذ النساء بها... لأنها الحامي من بعد أخوتها ... معينة لابن أخيها السجاد (عليه السلام) تسانده وتؤازره... ورغم كل مصابها كانت تقول "اللهم تقبل منا هذا القربان" سيدةٌ... وهل بالوجود مثلها... بعزها ومكانتها... تلك هي.... زينب... رأت بأُم عينها كيف أن الشمر قد حز رأس الحسين وقطع الأوداج من الوتين... وبعد سويعة انتهى كل شيْ... بقيت وحيدة... تجمع العيال والأطفال بقلب مفجوع وعيون أتعب جفونها الأنين... قد جعلوا الرؤوس أمامها تسير، ليقطعوا نياط قلبها الحزين هذا ما رأيت –أنا تلك السلسلة- في يوم عاشوراء... كنت مذهولًا وحزينًا... رغم أني ليس لي ذنب بما جرى... تمنيت أن لم أكن موجودًا في ذلك الزمان… لقد شاركتُ أعداءهم... يا ويلي... ربطوني بأيدي سادتي فأقرحتها... وسالت الدماء من أرجلهم، فليتها أذابتني كما أذابت قلبي... كنت متألمًا... وحزينًا... وما كان يؤلمني أكثر هو دموع سيدة الصبر والشموخ، التي كانت تتساقط بصمت ، وزفرات وحنين... حزنت وتمنيت أني لم اُخلق، وليتني كنت نسيًا منسيًا... عن أن أسير وثقلي معهم يسير... عذّبتُهم... وما عذّبتُ إلا نفسي... سرت معهم... وليتني لم أسر إلى ذلك المجلس الذي ما فارق اللهو والخمرا... فعذرًا منكم يا آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) فأنا من حديد ولم يبق لي تاريخ مجيد فحريٌ بمن يراني أن يتذكر زينب الصبر والخلود ... تلك التي... وقف الزمان أمامها متحيرًا... والصبر من صبر العقيلة يعجبُ هي سيدة الوجود بعد أمها الزهراء (عليها السلام) تلك هي زينب...

اخرى
منذ 5 سنوات
2426

قبة النور

بقلم: ريحانة المهدي قبة تعانق السماء، مملوءة بالنور والضياء نورها عمّ أرجاء السماء... تشع بالبهاء، مع رونق الضياء، لتملأ قلوب محبيها نورًا وعُلا... تلك هي قبة أمير المؤمنين (عليه السلام) قبة العاشقين... من سار نحوها خشع قلبه وامتلأت جوارحه شوقًا للقيا ساكنها... إن سرت بقلبك العاشق نحوها أحسست بجمال حبك لوليك وأميرك علي (عليه السلام) هو سر الوجود ونور الليالي حالكة الظلام قبة ذات مكانة وعز وعلا، تفتخر بمكانتها أمام قباب القصور العالية وسكان الدور الفانية. هي قبة لأمير المؤمنين وولي الله تشع بنور الضياء إذا أقبلتْ من بعيد، رأيتها تزهر لأهل الدنيا بالليل والنهار تضئ ظلام القلوب وتنير الصدور الحزينة اليائسة، باتت تغبط نفسها مالها من عز ورفعة ونور... فهي لها لقب عظيم: قبة أمير المؤمنين، قسيم الجنة والنار شفيع الأمة، باتت ترى آلاف الزائرين كل يوم يجلسون تحتها للمناجاة والدعاء والتوسل بالشفاعة من سيدها علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ساقي حوض الكوثر والنبأ العظيم... سيدي، بتُّ أحدّث نفسي ليل نهار، هل سأبقى معك على مر السنين وأبقى شامخة للعالمين؟! وسلام عليك سيدي يا امير المؤمنين الى يوم الدين.

اخرى
منذ 5 سنوات
771

نور من وسط الظلام...

بقلم: ريحانة المهدي كيف أبدأ وماذا أكتب؟ وقد عجز قلمي عن الكتابة! تاهت الكلمات والعبارات... غصت في بحر المآسي والزفرات... تألمت على ما جرى لإمامٍ وقائد عظيم صابرًا على تلك الطامورة الظلماء… تلك الطامورة التي لا يعرف ليلها من نهارها... رغم أني –أنا الطامورة- كنت ظلامًا بلا فائدة ولا امتنان... كان نور يسطع... والإمام يسجد ويركع لم يكن لي تأثير ووجود…والإمام ذائب في حب المعبود …في صلاة طويلة وركوع وسجود... كانت عبادة ذات تأثير تبكي العيون... تنير ظلمة القلوب الشديدة... فأصبحت حزينًا... لأنه ليس لي تأثير... فبدأت أُفكر وأستنير… فقد كان نور الإمام له تأثير… وبدأ العشق في قلبي يسير… لإمام السجود الطويل والدعاء ذي الكلمات سريعة التأثير... ونوره الذي أضحى يغطي ظلمتي البائسة... في تلك الليالي الحالكة رغم أنه كان في السجن المظلم ومقيدًا بالقضبان... لكنه حول ذلك السجن والظلام إلى صلاة ودعاء.... لم يضيع تلك السنين هباء... كان يشق بصبره حتى الظلام... وينبعث من نوره الإيمان.. ويرتل بصوته الشجي آيات القرآن... (كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك...) فهل يا ترى نحن مثل هذا الإمام ، الذي حوّل الحزن والألم والظلام إلى نور وإيمان وتقرب للرحمن... واعتبر السجن أفضل مكان... ليتفرغ لرب الأكوان، ويحمد الله ويثني عليه رغم تلك القيود والأحزان... هذا هو الإمام طويل السجود موسى بن جعفر (عليه السلام)

اخرى
منذ 5 سنوات
2722